الحميات كلها معدية
الحميات
كلها معدية **
أما
بالتنفس أو الرذاذ ، إذ يكون هواء الزفير وما
يصاحبه من رذاذ ، وكذلك البصاق واللعاب
والبلغم ومخاط الأنف محملا بالميكروبات في
كثير من هذه الحميات وعندما يتنفس المريض أو يتكلم ،
خصوصا إذا تكلم بصوت مرتفع ، وإذا سعل أو عطس
أو ضحك مقهقها خرج الهواء من أنفه وفمه مصحوبا
برذاذ كثير أو قليل ، كبير الحجم أو صغيره وكل
رذاذة تحمل معها عددا كبيرا من الميكروبات
وينتشر
الرذاذ في **
هواء
حجرة المريض وقد يبقى فيه مدة طويلة لا سيما
إن كان هذا الهواء راكدا لقفل الحجرة وسد
نوافذها ومنافذها بأحكام وتنقض الميكروبات
المحمل بها الرذاذ على الجالسين مع المريض
تملأ فمهم وأنوفهم ويخرجون مزودين بملايين
منها وقد قام بعض الباحثين بعد الرذاذ وقاسوا
سرعته والبعد الذي يصل إليه ، وذلك بتصويره
بالضوء الخاطف فوجدوا أن عدد الرذاذ في عطسة
واحدة بلغ 100.000
رذاذة
ووجدوا أن الرذاذ الصغير الذي قطر الواحدة
منه جزء على عشرة من المليمتر يمكن أن يصل إلى
بعد ثلاثة أمتار من فم المريض وأنفه
وقد
لا تأتي العدوى **
عن
طريق المريض ، بل عن طريق إنسان حامل للميكروب
لا يشعر بمرض يقعده ولا تظهر عليه علامات
أعراض تمنعه من التجوال وقد تم اكتشاف حامل
الميكروب بعد بحوث كثيرة للطب الحديث وأصبح
البحث عن حامل الميكروبات الآن هو الهدف
الأول عند ظهور وباء جديد لإحدى الحميات ، أو
تكرار الإصابة بها في مدرسة أو ملجأ لم يمرض
فيها أحد ولم يدخلها مريض ، وقد عجز الطب حتى
الآن عن تفسير حدوث حالة حامل الميكروبات ،
فبعض الناس يحمل الميكروب ولم يمرض مطلقا
وبعضهم
يحمل **
الميكروب
بعد المرض وخطر حامل الميكروب أشد إذا كان
عمله تحضير طعام أو شراب ، فإذا تلوث طعام شخص
واحد مرض هذا الشخص ، وإذا تلوث طعام أسرة
مرضت الأسرة كلها ، وإذا تلوث مصدر عام للطعام
كمصنع للألبان مثلا فقد يمرض جميع عملائه ،
وربما انتشر الوباء وعم المدينة كلها وإذا
تلوثت مياه الشرب في مدينة عمها الوباء فورا
ولذلك فرضت وزارت الصحة رقابة خاصة على باعة
اللبن والمشتغلين بإعداد الطعام والشراب في
المحلات العامة من طهاة وخدم
وإن
كان طهو الطعام **
يقتل
جميع الميكروبات الضارة إلا أنه يمكن أن يلوث
بعد طهوه بواسطة الغبار والذباب والأيدي
الملوثة ، أو باستعمال ماء ملوث في غسل
الأواني المعدة للأكل على المائدة وعلى ذلك
يجب أن يصان الطعام من الأيدي والذباب
والغبار ، ولا يضاف إليه بعد الانتهاء من طهوه
ماء قد يكون ملوثا
وقد
يكون انتقال **
العدوى
بالحميات مع براز المريض الذي يكون محملا
بميكروبات الحميات التي تتوالد في الأمعاء
كالتيفوئيد والباراتيفوئيد والكوليرا أو
البول وبذلك قد يكون المرحاض الإفرنجي وسيلة
لنقل العدوى
والذباب
من أخطر **
الوسائل
لنقل ميكروبات الحميات من مصدر العدوى إلى
الطعام أو إلى جسم السليم ، إنه يحط على
البراز وفضلات الطعام المتبقية من المريض
والتي تحوي الكثير من الميكروبات فيحمل هذه
الميكروبات على الشعيرات التي تغطي جناحيه
وأرجله وجسمه كما يملأ بها معدته فإذا سقط على
طعام أكل منه ولوثه بأرجله وشعيراته وجسمه ،
ومن عاداته أنه يتقيأ ما يختزنه في معدته إذا
صادفه طعام شهي لكي يملأها منه ثانية ، كما أن
من عاداته أيضا كثرة التبرز ، مرة كل خمس
دقائق ، أثناء الأكل ،
لذلك
كان من الواجب **
إبعاد
الذباب عن حجرة المريض ومنعه منعا باتا عن
إفرازات المريض ويجب كذلك إبادة الذباب من
المنزل ومن الأمكنة التي يتربى فيها كما يجب
التخلص أولا بأول من فضلات الطعام والقمامة
وكل ما يجذب الذباب ويحبب إليه البقاء في
المنزل